الباراسيكولوجي (Parapsychology)
عندما تعتريك حالة عاطفية (مـفاجأة) حول
شخص ما وتكون هذه الحالة مشابهة لحدث واقعي، فإنه بالفعل يفكر فيك في هذه اللحظة
بمعنى..عندما أتذكر والدي أو أمي أو أختى أو أخي أو صديقي ثم لا تتعدى كونها أفكار
طبيعية ولا أحس بحرارة في المشاعر فإن هذه خواطر من العقل الباطن لا أهمية لها في
الموضوع.. لكن!! تأمل معي عندما تكون في المدرسة أو في العمل أو عندما تكون
مسافراً إلى بلد بعيد، ثم فجأة أحسست هذا اليوم أنك تفكر في فلان من الناس وكأن
أحداً نبهك، ثم بدأت تحس بانجذاب إليه وتود مثلاً الإتصال به أوزيارته..
ماهو الباراسيكولوجي ؟
هناك عدة مسميات لهذا العلم منها: علم
الطاقة وعلم الخوارق و التخاطر و الخروج من الجسد و الإسقاط النجمي وعلم النفس
الغيبي والطب الروحاني وغيرها.
يتألف مصطلح الباراسيكولوجي «ما وراء علم
النفس» او علم النفس الموازي من شقين أحدهما البارا (Para) ويعني قرب أو جانب
أو ما وراء‚ أما الشق الثاني فهو سيكولوجي (Psychology) ويعني علم النفس‚ وهناك
من سماه الخارقية‚ ومن سماه علم القابليات الروحية‚ ومن سماه علم نفس الحاسة
السادسة .
وكان الفيلسوف الألماني ماكس ديسوار عام
1889م أول من استخدم هذا المصطلح ليشير من خلاله إلى الدراسة العلمية للإدراك فوق
الحسي والتحريك النفسي «الروحي» والظواهر والقدرات الأخرى ذات الصلة‚ وتعددت
التسميات حتى أصبح يطلق عليه في كثير من الأحيان «الساي»‚ وللباراسيكولوجي موضوع
يدرسه وهو القدرات فوق الحسية «الخارقة» كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصري
والاستشفاء وتحريك الأشياء والتنويم الإيحائي «المغناطيسي» وخبرة الخروج من
الجسد‚‚ الخ‚ أما المنهج الذي يستخدمه هذا العلم فهو المنهج العلمي الحديث مع شيء
من التطوير الذي تقتضيه طبيعة الظاهرة المدروسة وهذا هو الرد على من يريد أن يعرف
«هل الباراسيكولوجي علم أم لا» فهو قديم في ظواهره وقدراته‚ جديد بمنهجه ووسائله
وأساليبه‚ ويبدأ بالفهم والتفسير ويمر بالتنبؤ حتى يصل إلى الضبط والتحكم بالقدرات
التي يدرسها.
بداية الباراسيكولوجي
لقد بقي اهتمام الانسان بشكل عام بالظواهر
الطبيعية وما فوق الطبيعة اهتماما سطحيا حتى مجيء عصر النهضة العلمية في أوروبا
حيث بدأ الانسان بدراسة ما يرى من ظواهر الطبيعة بشكل منهجي دقيق ، وبدأ بالتالي
بالتخلص من كثير من مفاهيمه الخاطئة عن هذه الظواهر ليستبدلها بمفاهيم مبنية على
دراسة منهجية ، وبهذا نجح في تطوير علوم عديدة مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء
وغيرها ، حتى وصلت الحضارة الى ما وصلت أليه اليوم من تقدم مذهل حقا0 ألا أن هذا
الاهتمام الجدي الذي جعل الانسان يفهم الظواهر الطبيعية لم يرافقه ، للأسف ،
اهتمام مماثل بدراسة الظواهر فوق الطبيعية والقدرات الخارقة بشكل علمي يجعلها تلقي
بأنوارها على زوايا المعرفة التي لا تستطيع الظواهر الطبيعية إلقاء الضوء عليها
ان الظواهر الخارقة هي ظواهر استثنائية تختلف عن الظواهر الطبيعية على الأقل
لكونها ظواهر نادرة وغير مألوفة ، الا أن هذا المظهر بالذات هو الذي يجعل منها
ظواهر ذات قيمة استثنائية للعلوم المختلفة.
وعلماء النفس عموما لا يعترفون بعلميته،
وينقسم الناس بين مؤيد لتلك الظاهرة ورافض لها. واندفع العلماء إلى دراستها قبل
مائة سنة وما زالوا يواصلون ذلك ولحد الآن لم يتوصلوا إلى ما يؤيدها علميا. وأجريت
تجارب لا حصر لها وبالرغم من ذلك لم تظهر النتائج بشكل يدل على علمية ما يدعي
أصحابها. ولهذا أهتمت جامعات كثيرة في العالم بالبحث في علم الباراسايكولوجي، أو
المس الشيطاني أو مس الجن للإنسان، ومنها جامعة كورنينجن وسيتي كوليدجفي نيويورك،
وفي انكلتراتواصل الكلية البريطانية للعلم الروحي أبحاثها في هذا العلم، وكذلك
كلية أدنبرة الروحية، وجامعة لندن أصبح بها معمل للبحوث سمي (المعمل الوطني للبحث
الروحي) وتصدر جريدة أسبوعية توضح آخر الأبحاث في هذا المجال، أما في فرنسا فيوجد
المعهد الدولي لما وراء الروح. ورغم أن هذه الظاهرة غير مدروسة علميا فإن العديد
من أجهزة المخابرات مثل السي أي أيه(CIA)، قامت برعاية برامج عن
الباراسايكولوجيا وخاصة للاستشعار عن بعد.
وكان هناك أعتقادا سائدا بإن هذه الشخصيات ذات القدرات الفائقة مصابة
بمرض انفصام الشخصية، ولكن ثبت غير ذلك، وإن لديهم قدرات غريبة في معالجة بعض
الأمراض المستعصية وبطريقة يعجز الأطباء عن تفسيرها.
هناك من شكك في الأمر وذكر بأن الحيل
السحرية التي يتبعها السحرة لها دور فعال في تلك الظاهرة. حيث لعب الإعلام دورا
كبيرا في استغلال تلك الظاهرة وذلك بإخراج الأفلام والمقابلات لمن يستعملها وترويج
الكتب المختلفة عن الذين يقرؤون الأفكار ويحضرون أرواح الأموات والرؤيا من خلف
الجدار وما إلى ذلك بحيث أصبح البعض حائر أمام تلك التقولات.
اقسام الباراسايكولوجي
- ظواهر (عقل-عقل) وتشمل
أ-الإدراك فوق الحسي(E.S.P)
ب-التخاطر (Telepathy)
ويشمل:
التخاطر (الموسع
– الكامن – كاما – التنبؤي – كابا ).
- ظواهر (عقل-بيئة)
وتشمل التحريك العقلي (Psycho kinesis) وهو ببساطة القدرة على تحريك الأجسام المحيطة بقوة العقل فقط..
- ظواهر (بيئة-عقل)
وهذا القسم يعنى بدراسة الأشباح والجن وتأثيراتها
المادية..
وهذه الأقسام الثلاثة الأولى جمعها
د.راين تحت مسمى واحد أطلق عليه اسم بسيونيكس (psionics.)
- ظواهر روحية(spiritualistic phenomena)
وتعنى بدراسة الآثار
المعنوية للأشباح وجلسات تحضير الأرواح ويطلق عليها اسم ساي ثيتا (Psi -Theta).
أهم الظواهر التي يدرسها الباراسايكولوجي
يتصف ممارسي علم البار سيكولوجي بقدرات عقلية خارقة تتجلى بالمظاهر
التالية
الاستبصار Clairvoyance
وهو القدرة على رؤية أحداث أو أشياء أو
أشخاص، ليس بواسطة العين العادية، إنما بحاسة داخلية يشار إليها "بالعين
الثالثة". هذه القدرة ليس لها مسافة محدّدة تلتزم بها، فيمكن أن تتجلى برؤية
شخص أو حادثة في غرفة مجاورة، أو رؤية شخص أو حادثة على بعد آلاف الكيلومترات، لكن
في كلا الحالتين، هي عملية رؤيا خارجة عن مجال النظر العادي.
الجلاء السمعي Clairaudience
هو قدرة الحصول على معلومات عن أحداث أو أشخاص من خلال حاسة سمعية
داخلية، ليس لها علاقة بحاسة السمع التقليدية.
الاستشعار Clairsentience
هو القدرة على اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد من غير تدخل
أية حاسة من الحواس.
التخاطر او توارد الأفكار Telepathy
هي عملية انتقال الأفكار من شخص لآخر على
المستوى اللّاوعي، دون أن يشعران بذلك. أو على المستوى الواعي، كعملية قراءة
الأفكار، أو التحكّم عن بعد (برمجة عقول الآخرين).
القدرة على إدراك عوالم أخرى Perception 0f Other Realms
هي القدرة على الانتقال إلى عوالم غريبة، أو رؤية كائنات غريبة، خارجة
عن منظومتنا الحياتية. وهذه الكائنات قد تشمل أشخاص فارقوا الحياة، أرواح مرشدة،
ملائكة، جنّ، و كائنات أخرى.
القدرة على استخلاص المعلومات من خلال الأشياء Psychometry
يمكن عن طريق حمل شيء معيّن في اليد، استخلاص المعلومات عن هذا الشيء أو معلومات عن صاحب هذا الشيء، مهما كان بعيداً.
تجاوز حاجز الزمن Overcome the barrier of time
حيث يستطيع الشخص النظر إلى الأمام و الوراء في الزمن بنفس الوقت .
الإدراك المسبق Precognition
هو القدرة على معرفة حادثة قبل حصولها. و قد تتجلّى هذه القدرة أثناء الصحو، أو النوم ( الحلم ).الإدراك الإسترجاعي Retrocognition
هو القدرة على معرفة معلومات تفصيلية معيّنة عن حادثة حصلت في الماضي،
دون الاستعانة بأي من الوسائل التقليدية المعروفة.
العلاج الخارق Treatment Ripper
هو القدرة على إحداث تأثيرات إيجابية على
الحالة الصحية على الكائنات الحية الأخرى دون استخدام الأساليب التقليدية الطبية
الحديثة، ولعل العلاج الخارق هو ما يعرف بأسلوب " وضع الأيدي " حيث يضع
المعالج إحدى يديه أو كلتيهما قريب من جسم المريض من دون لمسه، مع " التركيز
ذهنياً " على علاج المريض، ومن المعالجين من يضع يديه على علة المريض ومنهم
لا يضع ومنهم أيضاً لا يحتاج حتى للتركيز الذهني ومن بعض الحالات المفاجأة والغير
متوقعة ومن دون تدخل أحد من المعالجين كحوادث العلاج الخارق التي وقعت وتقع في
الأماكن المقدسة .
بالرغم من أن القدرات البراسيكولوجية تصنف
الى الأنواع التي جري ذكرها، وهذا التصنيف يعتمده معظم الباحثين في هذا المجال فان
تصنيف هذه القدرات هو في الحقيقة أصعب بكثير مما قد يبدو عليه للوهلة الأولى .ان
صعوبة تصنيف الظواهر الباراسيكولوجية يشير الى تعقيد هذه الظواهر ومحدودية المعرفة
العلمية عنها حاليا. بل أن الأصناف أعلاه إذا كنت تشمل الغالبية العظمي من الظواهر
الباراسيكولوجية المعروفة فأنها في الواقع لا تغطي كل تلك الظواهر .
كما أبدى الباحثون اهتماما باستكشاف أماكن
وضع مثل هذه القدرات تحت سيطرة الانسان بشكل عام ، وهو أمر يمكن أن يأتي بفوائد كبيرة
طبعا ن إذا كان هذا الحلم واقعيا . بل أن أهمية الظواهر الباراسيكولوجية جعلت منها
إحدى مجالات البحوث السرية التي قامت بها الدول خلال فترة الحرب الباردة وبالذات
خلال السبعينات ن اذ كانت هناك دراسات كثيرة في المعسكرين الغربي والشرقي لبحث
استخدام مثل هذه القدرات لأغراض تجسسية .
رأي الدين في علم الباراسيكولجي
لعلماء الدين نظرة خاصة حول تلك الظاهرة
والأمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ حيث يعتقد بأنها مس شيطاني من الجن، أو مس من
أرواح خبيثة. إن الدماغ البشري معجزة من معجزات خالقه التي جعل الدارسين في كنه
ذلك الجزء الصغير الذي يحمله الإنسان والخارق في فعالياته عاجزين عن الوصول إلى
جميع تلك الفعاليات والنشاطات. وباستعمال التقنية الحديثة مكنت العلماء من الوصول
إلى كشف في كل دقيقة شيءا جديدا لفعالياته ونشاطه، وبالرغم من ذلك تعتبر النتائج
التي توصل إليها الإنسان عن الدماغ البشري ما هي إلا نقطة في بحر. (وما أوتيتم من
العلم إلا قليلا). ولعل هناك منطقة في المخ البشري هي المسئولة عن ظواهر
الباراسكولوجي وهي التي تجعل بعض الأفراد لهم تلك القدرة على تلك النشاطات
الخارقة. وهكذا يستمر الجدل إلى أن تكشف لنا الأيام صحة أو خطأ ذلك، والعلم مستمر
في بحث هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر المختلفة.
ويأتي على رأس العلماء الباحثين في هذا
المجال كارل ويكلاند أستاذ التشريح بجامعة الينوي، وهو يعتقد أن هذه الظاهرة تحدث
نتيجة مس الأرواح الشريرة أو مس الجن، وذكر في كتابه(ثلاثون عاما بين الموتى)
حوارات عديدة تمت عن طريق جلسات تحضير الأرواح، وقال أنها مست آدميين وتسببت لهم
في أمراض خطيرة مثل الشلل والصرع والصداع المستمر.
ووجدت هناك مجموعة من الأشخاص لهم قدرة
وساطية وهي قابلية لأستقبال الأرواح في أجسادهم ويسمون بالوسيط الروحي، وتمت عدة
تجارب أكدت قدرة بعض الوسطاء على نقل المواد من مكان لآخر أو سماع أصوات معينة في
غرفة بعيدة عنهم وتسمى هذه الظاهرة (الجلاء السمعي)، أو الاستبصار بحادثة معينة في
مكان آخر وسميت (الجلاء البصري)، واكتشف علماء الباراسايكولوجي أن الوسيط الروحي
أو الشخص الممسوس بروح معينة، تتكون لديه قدرات خاصة، لأنه أصبح وسيطا بين عالمي
الجن والأنس، فتظهر عليه قدرات عالم آخر هو عالم الجن، ولذلك أطلق علماء
الباراسايكولوجي عليه اسم الوسيط، وكل وسيط له قدرة معينة، تزيد أو تقل حسب الزمن
أو الظروف المحيطة، كظاهرة الألهام وعلاج الأمراض، والأستقصاء عن شخص مجهول، أو
الكتابة والرسم وغير ذلك، وفي حقيقة الأمر إن الوسطاء الروحانيين يعيشون حياة
تعيسة حيث أن مس الجن يسبب للإنسان مشاكل عديدة مثل الأمراض أو المشاكل مع أقرب
الناس، ودائما يكون الضرر من المس الشيطاني أكبر بكثير من الفائدة المستحصلة من
هذه القدرات الغريبة التي اكتشفها علماء الباراسايكولوجي عبر تجارب مضنية ولفترات
طويلة من البحث الذي يعلوه الغشاوة والكذب في أغلب الأحيان نتيجة ظروف البحث
الغامضة التي لا تملك أبجدية هذا العلم الغريب، وما زال العلماء يتخبطون في متاهة
الباراسايكولوجي.